البقلاوة حلوى محبوبة أسعدت بطعمها
الرائع حواس التذوّق لقرون. فمع أصولها التي تعود إلى
الإمبراطورية العثمانية، تطورت هذه الحلوى اللذيذة إلى أشكال مختلفة في جميع أنحاء
الشرق الأوسط. من تركيا إلى لبنان، ومن اليونان إلى بلاد فارس، تكيفت البقلاوة مع
الأذواق والمكونات المحلية، ما أدى إلى وفرة في أنواعها ليحكي كل منها قصته الخاصة.
في هذه المدونة، سنكتشف الأصناف الإقليمية للبقلاوة، ونسلط الضوء على كيفية إضفاء كل ثقافة لمستها المميزة والخاصة على هذه الحلوى
الكلاسيكية.
غالباً ما تُعتبر تركيا موطن البقلاوة حيث تشتهر البقلاوة التركية بطبقاتها الرقيقة من عجينة الفيلو، المحشوة بسخاء
بمزيج من المكسرات المفرومة ناعماً، عادةً الفستق أو الجوز، والمحلاة بشراب مصنوع
من السكر والماء وعصير الليمون. السمة المميزة للبقلاوة التركية هي خفتها واستخدام
الزبدة المصفاة، والتي تضفي عليها مذاقاً غنياً غير دهني. تعدّ غازي عنتاب واحدة من أشهر المدن التي تحضّر فيها البقلاوة في تركيا،
حيث يمكنك العثور على البقلاوة التي تلتزم بالوصفات التقليدية المتوارثة عبر
الأجيال.
تتميز البقلاوة العربية، المشهورة في
دول مثل لبنان والأردن وسوريا، بخصائصها المميزة. ومن بين الفروق الملحوظة استخدام
ماء الورد وماء زهر البرتقال في الشراب، مما يضفي عليها نكهة زهرية عطرية تميزها
عن الأصناف الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، غالباُ ما تتضمن البقلاوة العربية مزيجاً من
المكسرات المختلفة، مثل الفستق والجوز واللوز. وعادة ما تكون العجينة في البقلاوة
العربية أكثر سمكاً، لقوام أكثر كثافة وقوة. وغالباً ما تكون هذه النسخة من
البقلاوة أقلّ حلاوة من نظيرتها التركية، لذا يفضلها الراغبون في نكهات أكثر توازناً.
البقلاوة اليونانية نوع بارز آخر من
البقلاوة، وهي معروفة بقوامها الكثيف وشرابها المصنوع من العسل. وعلى عكس البقلاوة
التركية والعربية، التي تستخدم عادةً شراب السكر البسيط، تُنقع البقلاوة اليونانية
في شراب غني محضّر من العسل والقرفة والقرنفل، مما يضفي عليها نكهة توابل عميقة وفريدة من نوعها في اليونان. تتكون حشوة المكسرات
عادةً من الجوز واللوز، وهما أكثر خشونة من المكسرات المفرومة ناعماً الموجودة في
أنواع البقلاوة الإقليمية الأخرى. تُعرف البقلاوة اليونانية أيضاً بقطعها الماسية
الشكل، والتي غالباً ما تزيّن برشّة من القرفة المطحونة.
في إيران، تتخذ البقلاوة شكلاً فريداً
يعكس تقاليد المطبخ
الفارسي. وعادة ما تُنكَّه البقلاوة الفارسية
بالهيل وماء الورد، مما يمنحها مذاقاً فريداً يميزها عن أنواع البقلاوة الأخرى.
ومن الشائع استخدام اللوز المطحون أو الفستق كحشوة أساسية للمكسرات، وغالباً ما
تقطَّع المعجنات إلى قطع أصغر وأكثر رقّة. والشراب المستخدم في البقلاوة الفارسية
أخفّ وزناً وأقل لزوجة، مما ينتج عنه حلوى حلوة ورائحة عطرة. كذلك فإنه غالباً ما يتم الاستمتاع بهذا النوع من البقلاوة مع كوب
من الشاي الفارسي.
في منطقة بلاد الشام، والتي تضم لبنان
وسوريا وفلسطين والأردن، تشتهر البقلاوة بتنوعها وتعقيدها. يمكن العثور على
البقلاوة الشامية بأشكال وأحجام عديدة، من اللفائف والأعشاش إلى المربعات
والمعينات. غالباً ما تكون المكسرات المستخدمة في الحشوة عبارة عن مزيج من الفستق
والصنوبر والكاجو، مما يوفر قواماً غنياً ومتنوعاً. عادة ما يتم تنكيه الشراب بماء
زهر البرتقال أو ماء الورد، مما يمنحه رائحة منعشة. أحد الاختلافات الشائعة هو
"البوكاج" أو "البواج"، وهي قطع صغيرة ملفوفة بإحكام من
البقلاوة محشوة بمزيج من المكسرات ومحلاة بشراب خفيف.
مع الاهتمام المتزايد بالأطعمة العضوية،
يقدم العديد من صنّاع البقلاوة الآن نسخاً عضوية من هذه الحلوى التقليدية. فاستخدام
المكونات العضوية، مثل المكسرات والزبدة والعسل، لا يعزز النكهة فحسب، بل يضمن
أيضاً خلو البقلاوة من المبيدات الحشرية والمواد المضافة الاصطناعية. بالنسبة للمهتمين
بتجربة البقلاوة العضوية، فإن زيارة متجر بقالة عضويّ قد يوفر الوصول إلى مكونات عالية الجودة
تحدث فرقاً ملحوظاً في مذاق وجودة الحلوى. بالإضافة إلى ذلك، فإن استكشاف الوصفات اللذيذة لتحضير البقلاوة في المنزل يمكن أن يكون تجربة مجزية، مما
يسمح لك بالتحكم في المكونات وتخصيص النكهات حسب تفضيلاتك.
البقلاوة ليست مجرد حلوى؛ بل رمز للتراث
الثقافي والفنون الطهوية في جميع أنحاء الشرق الأوسط. من طبقات البقلاوة العربية
الرقيقة ذات رائحة الورد إلى حلاوة البقلاوة اليونانية المنقوعة بالعسل، يحكي كل
صنف قصة النكهات والتقاليد الإقليمية. وسواء تلذذنا بطعمها مع كوب من الشاي أو شاركناها في تجمع احتفالي، تظلّ البقلاوة من الأطعمة المحبوبة
التي تجمع الناس. ومع نمو الطلب على المنتجات العضوية، تزداد أيضاً فرصة الاستمتاع
بالبقلاوة المحضّرة من أجود المكونات الطبيعية، مما يضمن استمتاع الأجيال القادمة
بهذه الحلوى الخالدة.
تتميز البقلاوة العربية باستخدامها
لماء الورد وماء زهر البرتقال في الشراب، مما يكسبها رائحة زهرية. بالإضافة إلى ذلك، فإنها غالباً
ما تحتوي على مزيج من المكسرات مثل الفستق والجوز واللوز، وعجينة
أكثر سماكة مقارنة بالأصناف الإقليمية الأخرى.
نعم، يمكن تحضير البقلاوة بمكونات
عضوية. بل وقد يعزز استخدام المكسرات العضوية والزبدة والعسل نكهتها
ويضمن خلوها من المواد الكيميائية الضّارة. للحصول على مكونات عضوية
عالية الجودة، يمكنك زيارة متجر بقالة عضويّ مثل أوريجنز.
هناك العديد من الوصفات اللذيذة لتحضير
البقلاوة في المنزل والتي تلبي الأذواق والتفضيلات المختلفة. من خلال استكشاف الوصفات
اللذيذة، يمكنك العثور على مجموعة متنوعة من
الطرق وباقة غنية من المكونات لإعداد وصفة البقلاوة المثالية الخاصة بك.
مزيد من القراءة،
• هل يمكنك قلي الدجاج في زيت الزيتون؟
المكونات العضوية والمحلية في المطبخ السعودي
أفضل 10 حلويات عربية ننصحك بها في السعودية
السعودية والإقبال المتزايد على الأطعمة المستوردة والفريدة
أفضل 10 مطاعم تجب زيارتها في الدمام
اكتشفي ما لذ وطاب في الدمام واستمتعي بقائمتنا لأفضل 10 مطاعم، والتي تتميّز بالمأكولات السعودية التقليدية والأماكن المناسبة للعائلات لتناول أفضل الأطعمة وأشهى الأطباق.