البابايا الخضراء والبرتقالية ثمرتان من عائلة فاكهة الكاريكاسيCaricaceae ، التي يعود موطنها الأصلي في الغالب إلى أمريكا الجنوبية وتشمل البابايا الجبلية وفاكهة الباباكو. هناك فكرة خاطئة مفادها أنهما صنفان مختلفان من الفاكهة. وفي الواقع، البابايا الخضراء والبرتقالية نفس الفاكهة، والفارق الرئيسي هي مرحلة نضوجها عند قطفها - فالبابايا على الشجرة تبدأ باللون الأخضر وتصبح برتقالية في وقت لاحق. هذا يعني أن هذين النوعين من البابايا مختلفان تماماً من حيث النكهة والقوام والمحتوى الغذائي، لذلك من المفيد التعرّف على العناصر الغذائية التي يمكن العثور عليها في أي نوع من أنواع البابايا. هذه المدونة سنتعمق في الاختلافات الغذائية وفوائد البابايا الخضراء بالإضافة إلى فوائد البابايا البرتقالية وأهميتهما الصحية لإلهامك لإدراجهما في نظامك الغذائي.
مع نمو البابايا ونضجها، يتغيّر محتواها الغذائي بشكل كبير. فيما يلي بعض الاختلافات الرئيسية بينهما:
البابايا الخضراء غنية جداً بفيتامين"ج"، وهو نفس المركّب الموجود في الكيوي والحمضيات. ويتميّز هذا الفيتامين بخصائص مضادة للأكسدة، ويدعم صحة المناعة والجلد. تحتوي البابايا البرتقالية على فيتامين"ج"أقل من البابايا الخضراء ولكنها تعوض ذلك بمحتواها العالي من البيتا كاروتين. يمتصّ الجسم البيتا كاروتين على شكل فيتامين "أ"، مما يساهم في دعم صحة العين. البيتا كاروتين هو أيضاً ما يعطي البابايا البرتقالية لونها.
نظراً لأنها أقل نضجاً، فإن البابايا الخضراء تحتوي بشكل عام على نسبة أعلى من الألياف الغذائية من البابايا البرتقالية. وهذا يساعد على تنظيم الجهاز الهضمي، وتعزيز حركات الأمعاء المنتظمة ووقف الإمساك. كما تحتوي البابايا البرتقالية على ألياف أقل من البابايا الخضراء، ولكنها تظل مفيدة جداً لتعزيز صحة الأمعاء.
تحتوي كل من البابايا الخضراء والبرتقالية على إنزيم يسمى "الباباين"،
وهو موجود فقط في فاكهة البابايا.
"الباباين"موجود في عصير البابايا الخام، مما يعني
أن البابايا الخضراء تحتوي على "باباين"أكثر قليلاً من البرتقالية. هذا
الإنزيم هو نوع من الأنزيم البروتيني (البروتياز)، يساعد على تحطيم البروتينات
لتخفيف أعراض الانتفاخ وعسر الهضم. ويُعتقد أيضاً أن "الباباين"قد يحتوي
على مواد تحارب الالتهابات وتساعد الجسم على التئام الجروح.
الآن بعد أن عرفنا أوجه الاختلاف بين البابايا الخضراء والبرتقالية من حيث العناصر الغذائية، يمكننا التعمّق في فوائدهما الصحية المختلفة.
تحتوي كل من البابايا الخضراء والبرتقالية على نسبة عالية من فيتامين "ج"، وهو مركّب حيوي لحماية ودعم جهاز المناعة. وعلى الرغم من أن البابايا الخضراء تحتوي على كمية أعلى من فيتامين "ج"، إلا أن البيتا كاروتين (فيتامين أ) الموجود في البابايا البرتقالية يمنح الجسم القليل من الدعم المناعي الإضافي.
البابايا الخضراء على وجه الخصوص مفيدة للغاية لعمل الأمعاء بشكل سليم. بالإضافة إلى أنها تمنحك جرعة كبيرة من الألياف الغذائية، توفر البابايا الخضراء أيضاً إنزيم "الباباين"، الذي يساعد على تحطيم البروتينات التي قد يكون من الصعب هضمها. بينما تحتوي البابايا البرتقالية على كميات أقل من هذه المركّبات ولكنها لا تزال وسيلة لذيذة لدعم الجهاز الهضمي.
إن فيتامين"ج"الموجود في البابايا يتجاوز مجرد
حماية جهاز المناعة، حيث يلعب دوراً رئيسياً في إنتاج الكولاجين، وهو المركّب الذي
يحافظ على بشرتك ناعمة وحيوية. يساعد الكولاجين أيضاً على منع الشيخوخة المبكرة.
علاوة على ذلك، فإن البيتا كاروتين الموجود في البابايا البرتقالية يمنع جفاف
الجلد ويحمي الحاجز الجلدي من التلف.
بالإضافة إلى فيتامين"ج"، تحتوي البابايا أيضاً على مركّبات الفلافونويد والكاروتينات ومضادات الأكسدة التي تحمي خلاياك من هجوم الشوارد الحرة. من خلال تقليل الإجهاد التأكسدي على الجسم، تحدّ هذه المركّبات من خطر الإصابة بأمراض مزمنة في وقت لاحق من الحياة. كما أنها تساعد على تقليل الالتهاب، مما يفيد بشرتك ومفاصلك.
البابايا الخضراء عموماً أقل حلاوة من البابايا البرتقالية، وتتميّزبطعمها اللاذع الحادّ الناتج عن فيتامين "ج" وحمض الماليك. كما أن قلّة نضج البابايا الخضراء يمنحها نكهة تشبه الخضراوات تقريباً في بعض الحالات، أي أنه يمكن استخدامها في الأطباق المالحة وكذلك الحلوة. البابايا البرتقالية أكثر حلاوة وغنية بالعصارة بسبب تطور الفركتوز الطبيعي بمرور الوقت. تُستخدم البابايا في مراحل نضوجها هذه بشكل أكبر في الأطعمة الحلوة مثل الحلويات أو سموذي الفاكهة أو يمكن الاستمتاع بها كوجبة خفيفة مستقلة.
إن عملية إنضاج البابايا الخضراء في المنزل أبطأ مما لو كانت على الشجرة، ولكن يمكنك إنضاج البابايا عن طريق وضعها في كيس ورقي مع موزة ناضجة - الموز الناضج ينتج غاز الإيثيلين بكميات صغيرة، مما يساعد بتسريع نضوج غيره من الفاكهة. يمكنك معرفة ما إذا كانت البابايا ناضجة عندما تصبح قشرتها صفراء برتقالية ويمكن الضغط عليها بشكل لطيف.
عادة ما تكون البابايا آمنة للأكل بالنسبة لمعظم الناس. ومع
ذلك، قد يرغب من يعانون من حساسية اللاتكس في تجنب البابايا الخضراء بسبب محتواها
من اللاتكس. كما أن إنزيم الباباين يمكن أن يحفّز الانقباضات لدى النساء الحوامل.
للحصول على نصائح أكثر تفصيلاً حول المخاطر الصحية والحساسية، استشيري أخصائياً
طبياً.
في الختام، يمكن لكل من البابايا الخضراء والبرتقالية أن تقدّم لك فوائد صحية لا تعد ولا تحصى، وهو أمر أكثر إثارة للاهتمام عندما ندرك أن هذين النوعين هما في الواقع نفس الفاكهة. ومهما كانت درجة النضوج المفضلة لديك عندتناول البابايا، يمكنك التأكد من أن جسمك سوف يشكرك لإضافة البابايا إلى طبقك وفي نظامك الغذائي.
مزيدمنالقراءة،
الأطعمةالطازجةمقارنةًبالأطعمةالمجمدة:
أيهماأفضل؟
أفضل 10 حلويات عربية ننصحك بها في السعودية
المكونات العضوية والمحلية في المطبخ السعودي
السعودية والإقبال المتزايد على الأطعمة المستوردة والفريدة
أفضل 10 مطاعم تجب زيارتها في الدمام
اكتشفي ما لذ وطاب في الدمام واستمتعي بقائمتنا لأفضل 10 مطاعم، والتي تتميّز بالمأكولات السعودية التقليدية والأماكن المناسبة للعائلات لتناول أفضل الأطعمة وأشهى الأطباق.