زيت الزيتون أم زيت الخردل: أيّهما أفضل؟

يقال إن الطبخ يتمتّع بمزايا علاجية لكثير من الناس، ومع وجود العديد من المأكولات التي يمكنك تجربتها والعديد من النكهات التي يمكن إضافتها، قد يصبح الطبخ متعة لا تضاهى. ولكن عندما يتعلق الأمر بزيت الطهي، علينا جميعاً التفكير مرتين قبل استخدام أي نوع، حيث أن النكهات والقوام وصحّتنا أيضاً تتأثر بشكل كبير بزيوت الطهي التي نستخدمها.

في هذه المدونة، سنناقش الفوائد الغذائية لاثنين من زيوت الطهي الشائعة، زيت الزيتون وزيت الخردل، بالإضافة إلى استخداماتهما في الطهي والمزايا الصحّية المحتملة لكل منهما. وبنهاية هذه المدونة، سنفهم بشكل أوضح الزيت الأفضل لك والمثالي لجميع متطلباتك عند تحضير الطعام.

زيت الزيتون أم زيت الخردل؟

زيت الزيتون زيت طعام ذو شهرة ذائعة ومصنوع من ثمار شجرة الزيتون. ومن المعروف أنه يحتوي الكثير من الدهون الأحادية غير المشبعة الصحّية، والتي يمكن أن تساعد في خفض نسبة الكوليسترول في الدم والحدّ من فرصة الإصابة بأمراض القلب. يحتوي زيت الزيتون أيضاً على الكثير من مضادات الأكسدة التي تحمي خلاياك من التلف الذي تسببه الشوارد الحرّة.

من ناحية أخرى، تستخدم الهند وباكستان ودول أخرى في جنوب آسيا زيت الخردل كزيت للطبخ التقليدي، والذي يأتي من بذور نبات الخردل وله طعم قوي وحاد. كما يحتوي زيت الخردل على الكثير من الدهون الأحادية غير المشبعة والدهون المتعددة غير المشبعة المثالية لصحّة القلب.

فوائد زيت الزيتون:

1. حالات الالتهاب

يحتوي زيت الزيتون على مضادات الأكسدة التي تعمل مثل الإيبوبروفين. ويعمل كعقار مضاد للالتهابات ويمكن أن يساعد في تقليل الالتهاب في الجسم الذي يعاني من العديد من الأمراض المزمنة.

2. تحسين وظائف الدماغ

يستخدم زيت الزيتون في حمية البحر الأبيض المتوسط، وقد أظهرت دراسة أجريت بين أعوام 2006 و2018 أن الاتباع المنتظم لنظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي يمكن أن يبطئ من تطوّر مرض الزهايمر وأمراض الدماغ الأخرى. كما أنه يساعد في تعزيز وظيفة الإدراك والمعرفة.

3. الجلد

يمكن أن تساعد مضادات الأكسدة الموجودة في زيت الزيتون على منع ظهور التجاعيد، كما يعمل كزيت مضاد للشيخوخة. يعتبر زيت الزيتون أيضاً مصدراً رائعاً للترطيب ويمكن استخدامه مباشرة على الجلد، وله فوائد محتملة أخرى مثل مكافحة حب الشباب، والحماية من الشمس عن طريق العمل كمعامل وقاية من الشمس، وأكثر من ذلك. ولكن من المحبّذ دائماً إجراء اختبار للجلد قبل وضع أي منتج مباشرة على الوجه لدواعي الأمان.

4. تقليل مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية

وجدت إحدى الدراسات أن الأشخاص الذين تناولوا زيت الزيتون بانتظام كانوا أقلّ عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية من أولئك الذين لم يفعلوا ذلك. ولكن على المرء أيضاً الحدّ من تناول الأطعمة التي تحتوي على الأحماض الدهنية مثل اللحم البقري والجبن والبيض وغيرها.

فوائد زيت الخردل:

1. الألم

يستخدم زيت الخردل على نطاق واسع في المنازل الآسيوية، حيث يمكن استخدامه لتدليك مفاصلك أو عضلاتك لتخفيف الألم والالتهابات.

2. تحسين عملية الهضم

من المعروف أن زيت الخردل منبّه قوي للغاية، ويساعد في عملية الهضم. لذلك فإن الطعام المطبوخ بزيت الخردل صحّي ويساعد على الهضم ويرفع مستوى عملية التمثيل الغذائي.

3. مستويات منخفضة من الكوليسترول

يحتوي زيت الخردل على نسبة عالية من الأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة والمتعددة غير المشبعة، مما يساعد في موازنة مستويات الكوليسترول.

4. خصائص مضادة للجراثيم

تتمتع بذور الخردل بخصائص مضادة للبكتيريا يمكنها محاربة الالتهابات. لذلك، يمكن وضع زيت الخردل مباشرة على المنطقة المصابة أو استهلاكه إذا كانت العدوى داخلية.

زيت الزيتون أم زيت الخردل: أيّهما نختار؟

يجب مراعاة عدة عوامل عند الاختيار بين زيت الزيتون وزيت الخردل. فيما يلي بعض الاختلافات الرئيسية بين الزيتين:

1. النكهة

زيت الزيتون له نكهة خفيفة جوزية، تعتبر مثالية للخبز أو ربما كزيت لتتبيل السلطات. من ناحية أخرى، يتمتع زيت الخردل بنكهة قوية جداً، لذا فإنه مناسب جداً للقلي، أو المخلل، أو للطهي بشكل عام.

2. نقطة التدخين

نقطة التدخين تعبّر في الأساس عن درجة الحرارة عندما يكون الزيت جاهزاً للطهي. وتسمى نقطة التدخين، لأنه عند الوصول إليها، يبدو أن الزيت بنتج دخاناً. يتميّز زيت الزيتون بنقطة تدخين منخفضة جداً وبالتالي لا يمكن استخدامه في الطبخ عالي الحرارة مثل القلي. أما زيت الخردل يتميّز بنقطة تدخين عالية، مما يجعله مناسباً للقلي والطبخ.

3. الفوائد الغذائية

كلا الزيتين لهما فوائد غذائية خاصة بهما، أحدهما يساعد في مشاكل الجهاز العصبي بينما يساعد الآخر في مشاكل الجهاز الهضمي. شيء واحد يجب ملاحظته هو أن زيت الزيتون يحتوي فقط على أحماض دهنية أحادية غير مشبعة، بينما يحتوي الخردل على أحماض دهنية أحادية غير مشبعة إلى جانب الأحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة.

4. التفضيلات الاجتماعية

تفضل الثقافات والمناطق المختلفة استخدام أنواع مختلفة من الزيت عند الطهي. ويشيع استخدام زيت الخردل في العديد من البلدان الآسيوية، في حين أن زيت الزيتون محبوب أكثر في الشرق الأوسط ومعظم دول الغرب. ومع ذلك، يمكن استخدام كل منهما وتجربتهما مع مختلف أنواع المأكولات. تفضل الثقافات والمناطق المختلفة استخدام أنواع مختلفة من الزيت عند الطهي. ويشيع استخدام زيت الخردل في العديد من البلدان الآسيوية، بالأخص عند إعداد أطباق الكاري والسلطات بنكهاتها المختلفة. في حين أن زيت الزيتون شائع الاستخداد ومحبوب أكثر في الشرق الأوسط وبعض الدول الأوروبية. ولن تكتمل العديد من وجبات الإفطار الأكثر شعبية في الخليج ودول مجلس التعاون الخليجي، مثل الفول المدمس والزعتر والزيت، بدون زيت الزيتون.

إذن أيهما أفضل؟ تعتمد الإجابة على تفضيلاتك ومتطلباتك الشخصية في الطهي. بالنسبة للخبز أو التتبيلات، قد يكون زيت الزيتون خياراً أفضل، ولكن إذا كنت تبحثين عن شيء له نكهة قوية أو يمكن استخدامه للقلي أو الطهي، ننصحك باختيار زيت الخردل.

ومن الضروري ملاحظة أن الزيوت ليست سواسية، ويجب اختيار زيوت نقية بنسبة 100٪، معالجة بالحد الأدنى، وعالية الجودة لما لها من تأثير إيجابي على صحتك. يمكن تسمية بعض الزيوت باسم "زيت الزيتون" أو "زيت الخردل"، ولكنها قد تحتوي على مكوّنات إضافية أو قد يتم دمجها مع زيوت أخرى، مما قد يغيّر خصائصها الغذائية ونكهتها. وعند شراء زيت الزيتون، ابحثي عن زيت الزيتون النقي 100٪ المصنّف "بكر ممتاز"، مثل زيت الزيتون العضويّ من أوريجنز، ما يشير إلى أنه لم تتم معالجته بالمواد الكيميائية أو بالحرارة. يعتبر زيت الزيتون البكر من الزيوت ذات الجودة العالية والتي تحتوي على أهم الفوائد الصحّية. يُفضّل زيت الزيتون العضويّ أيضاً على زيت الزيتون المعالج لأن ممارسات الزراعة العضوية تساعد الطعام على الاحتفاظ بعناصره الغذائية

عند الاختيار بين زيت الزيتون وزيت الخردل، ضعي في اعتبارك تفضيلاتك ومتطلبات طهيك وجودة الزيت. ولتعزيز الفوائد الصحّية والنكهة لزيوت الطهي الخاصة بك، اختاري الزيوت الممتازة عالية الجودة النقيّة بنسبة 100% والمكررة بأقل قدر ممكن.