اكتسبت الأطعمة العضوية شعبية كبيرة في السنوات الأخيرة بسبب فوائدها الصحية وتأثيرها البيئي. فإحدى المزايا الرئيسية للأطعمة العضوية، تأثيرها الإيجابي المتعلق بالحفاظ على التربة. تهدف هذه المقالة إلى استكشاف العلاقة بين الأغذية العضوية والحفاظ على التربة على المدى الطويل، والأثر البيئي للزراعة العضوية، والتحديات والحلول في مجال زراعتها.
تنطوي الزراعة العضوية على نهج شمولي تجاه الزراعة، والعمل في انسجام مع الطبيعة لحماية صحة التربة والنظم البيئية والناس. وينعكس هذا النهج في الأساليب التي يستخدمها المزارعون للحفاظ على تربتهم صحيحةً ومليئة بالعناصر الغذائية.
إحدى الممارسات الرئيسية في الزراعة العضوية هو تناوب المحاصيل، أو تناوب المحاصيل المزروعة في الأراضي الزراعية. ومن خلال تناوب المحاصيل، يستطيع المزارعون العضويون كسر دورات الآفات والأمراض، والحد من تآكل التربة، وتعزيز خصوبتها. وتساعد هذه الطريقة أيضاً على تجديد العناصر الغذائية في التربة بشكل طبيعي، مما يقلل الحاجة إلى الأسمدة الاصطناعية. وعلى غرار دورة المحاصيل، تتم زراعة محاصيل التغطية، التي تساعد على جلب العناصر الغذائية الموجودة في التربة وإيصالها بشكل طبيعي للنباتات المزروعة والتي بدورها تستعين بها للنمو. كما تعمل البقوليات مثل الفاصوليا بشكل جيد كغطاء للمحاصيل.
يعدّ التسميد جانباً أساسياً آخر للزراعة العضوية. ومن خلال استخدام النفايات مثل بقايا الطعام والسماد، يمكن للمزارعين إنتاج سماد طبيعي يساعد النباتات على النمو والازدهار. ويحافظ السماد على التربة غنية ويقلل الحاجة إلى الأسمدة الكيماوية. كما أنه يحسّن بنية التربة وقدرتها على الاحتفاظ بالمياه ومحتواها من العناصر الغذائية. ويضمن الإطلاق التدريجي للمغذيات الموجودة في السماد إمداداَ ثابتاً لتغذية للنباتات.
هناك ممارسة أخرى يستخدمها المزارعون العضويون للحفاظ على صحة تربتهم وهي المكافحة البيولوجية للآفات. ومن خلال تشجيع المفترسات الطبيعية مثل الطيور والدبابير للتخلّص من الآفات، وكذلك حماية الكائنات مثل الديدان التي تعمل على إثراء التربة بشكل طبيعي، يمكن للمزارعين تحسين صحة التربة والحفاظ على نباتاتهم خالية من الآفات دون استخدام المبيدات الحشرية الكيميائية. وتعني هذه الممارسة أيضاً أن المزارع العضوية تتمتع بتنوع بيولوجي طبيعي أكثر بكثير من المزارع غير العضوية، مما يساعد البيئة على المدى الطويل.
ومع ذلك، فإن فوائد الزراعة العضوية للتربة لا تبدأ وتنتهي بالفوائد الغذائية. إذ تحافظ الزراعة العضوية أيضاً على بنية التربة قوية حتى تتمكن الأجيال القادمة من استخدام الأراضي والانتفاع منها.
غالبًا ما تؤدي الممارسات الزراعية التقليدية، مثل الحراثة المكثفة والزراعة الأحادية، إلى تآكل التربة، وهو ما يحدث عندما يتم غسل الطبقة العليا من التربة أو انجرافها. هذا يجعل الأرض أو التربة غير صالحة للاستعمال وغير خصبة على المدى الطويل. ومع ذلك، تستخدم الزراعة العضوية أساليب مثل تغطية المحاصيل، والحراثة الكنتورية، والمدرجات لتقليل تآكل التربة. أسلوب المحاصيل المغطاة، كما هو مذكور أعلاه، ينطوي على زراعة النباتات المصاحبة لإثراء التربة. إذ تحمي هذه النباتات التربة من الأمطار والرياح، وتساعدها على الاحتفاظ بالمياه لصيانة سلامتها الهيكلية.
يتم استخدام الحراثة الكنتورية والمدرجات بشكل عام في المناطق الجبلية. وتتم عملية الحراثة الكنتورية عندما يتبع المزارعون المنحنيات الطبيعية للتلال بدلاً من حفر خطوط مستقيمة أعلى المنحدر، مما يساعد على تدفق المياه بسلاسة أكبر والدخول إلى التربة بشكل أعمق. تتضمّن المصطبات إنشاء منصات مستوية على التلال، مما يزيد أيضاً من احتباس الماء في التربة. تُستخدم هذه الممارسة بشكل شائع في مزارع الأرز.
ومن خلال اختيار التدابير التي تزيد من صحة التربة، يحقق المزارعون العضويون قدراً أكبر من الاستدامة على المدى الطويل. هذا وإن مكافحة الآفات الطبيعية والتسميد وتناوب المحاصيل لها تأثيرات كبيرة على بيئة المزرعة نفسها، وكلها تساعد التربة على البقاء قوية وغنية بالمغذيات. كما تساعد الحراثة الكنتورية والمصاطب الزراعية في الحفاظ على التربة وبنيتها بحيث تكون صالحة للاستخدام لعقود قادمة. ويساعد هذا النهج المستدام في الزراعة في الحد من تدهور التربة، ودعم احتجاز الكربون في التربة، والتخفيف من آثار تغيّر المناخ.
يعدّ الحفاظ على التربة من خلال اتباع ممارسات الزراعة العضوية أمراً بالغ الأهمية لتحقيق الأمن الغذائي على المدى الطويل. كما تدعم التربة الصحية المحاصيل الإنتاجية، مما يضمن إمدادات ثابتة من الأطعمة المغذية. ومن خلال إعطاء الأولوية للحفاظ على التربة، تلعب الزراعة العضوية دوراً حيوياً في تعزيز الأمن الغذائي العالمي والقدرة على مواجهة التحديات الناجمة عن تغيّر المناخ.
على الرغم من فوائدها العديدة، تواجه الزراعة العضوية نصيبها العادل من التحديات. فالانتقال من أساليب الزراعة التقليدية إلى الممارسات العضوية يستوجب على المزارعين التنقّل بين عمليات إصدار الشهادات، وتعديل تقنياتهم الزراعية، ومعالجة التغيرات المحتملة في مستويات الإنتاجية. وتجدر الإشارة إلى أن توفير الموارد التعليمية والدعم المالي ودعم الأقران، قد يساعد في التغلب على هذه العقبات وتشجيع المزيد من المزارعين على تبني الزراعة العضوية واختيار الخيار المستدام والصديق للبيئة والأنسب للمستقبل.
في اليوم العالمي للتربة، ندعوكم لاغتنام الفرصة وزيادة الوعي بمدى أهمية الأرض التي نعيش عليها، وكيف يمكن للزراعة العضوية أن تساعد في الحفاظ عليها صحية ومثالية لأجيال المستقبل.
السعودية والإقبال المتزايد على الأطعمة المستوردة والفريدة
أفضل 10 حلويات عربية ننصحك بها في السعودية
المكونات العضوية والمحلية في المطبخ السعودي
أفضل 10 مطاعم تجب زيارتها في الدمام
اكتشفي ما لذ وطاب في الدمام واستمتعي بقائمتنا لأفضل 10 مطاعم، والتي تتميّز بالمأكولات السعودية التقليدية والأماكن المناسبة للعائلات لتناول أفضل الأطعمة وأشهى الأطباق.